كلام منفصل من خبر آدم وحواء يراد به مشركوا العرب ت وينزه آدم وحواء عن طاعتهما لإبليس ولم أقف بعد على صحة ما روي في هذه القصص ولو صح لوجب تأويله نعم روى الترمذي عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال لها سميه عبد الحارث فسمته عبد الحارث فعاش ذلك وكان ذلك من وحي وأمره قال الترمذي هذا حديث حسن غريب انفرد به عمر بن إبراهيم عن قتادة وعمر شيخ بصري انتهى وهذا الحديث ليس فيه أنهما أطاعاه وعلى كل حال الواجب التوقف والتنزيه لمن اجتباه الله وحسن التأويل ما أمكن وقد قال ابن العربي في توهين هذا القول وتزييفه وهذا القول ونحوه مذكور في ضعيف الحديث في الترمذي وغيره وفي الإسرائيليات التي ليس لها ثابت ولا يعول عليها من له قلب فإن آدم وحواء وإن كانا غرهما بالله الغرور فلا يلدغ المؤمن من حجر مرتين وما كانا بعد ذلك ليقبلا له نصحا ولا يسمعا له قولا والقول الاشبه بالحق أن المراد بهذا جنس الآدميين انتهى من الأحكام قال ع وقوله صالحا قال الحسن معناه غلاما وقال ابن عباس وهو الأظهر بشرا سويا سليما وقال قوم إنما الغرض من هذه الآية تعديد النعمة في الأزواج وفي تسهيل النسل والولادة ثم ذكر سوء فعل المشركين الموجب للعقاب فقال مخاطبا لجميع الناس هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها يريد آدم وحواء أي واستمرت حالكم واحدا واحدا كذلك فهذه نعمة يختص كل واحد بجزء منها ثم جاء قوله فلما تغشاها إلى آخر الآية وصفا لحال الناس واحدا واحدا أي هكذا يفعلون فإذا أتاهم الله ولدا صالحا سليما كما أرادوه صرفوه عن الفطرة إلى الشرك فهذا فعل المشركين قال ابن العربي في أحكامه وهذا القول هو الاشبه