24 - وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون .
- 25 - وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين .
- 26 - قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا .
يعلمون .
يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا } أي ما ثم إلا هذه الدار يموت قوم ويعيش آخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون المعاد وتقوله الفلاسفة الدهرية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى فكابروا العقول وكذبوا المنقول ولهذا قالوا : { وما يهلكنا إلا الدهر } قال الله تعالى : { وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون } أي يتوهمون ويتخيلون فأما الحديث الصحيح عن أبي هريرة Bه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " يقول تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب ليله ونهاره " وفي رواية : " لا تسبوا الدهر فإن الله تعالى هو الدهر " ( أخرجاه في الصحيحين ورواه أبو داود والنسائي ) فقد قال الشافعي وأبو عبيدة في تفسير الحديث : كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : يا خيبة الدهر فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله D لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يعنونه ويسندون إليه تلك الأفعال هذا أحسن ما قيل في تفسيره وهو المراد والله أعلم . وقوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } أي إذا بين لهم الحق وأن الله تعالى قادر على إعادة الأبدان بعد فنائها وتفرقها { ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } أي أحيوهم إن كان ما تقولونه حقا قال الله تعالى : { قل الله يحييكم ثم يميتكم } أي كما تشاهدون ذلك يخرجكم من العدم إلى الوجود { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم } ؟ أي الذي قدر على البداءة قادر على الإعادة بطريق الأولى والأحرى { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } { ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه } أي لا شك فيه { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي فلهذا ينكرون المعاد ويستبعدون قيام الأجساد قال الله تعالى : { إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا } أي يرون وقوعه بعيدا والمؤمنون يرون ذلك سهلا قريبا