يذكر تعالى أنه هو الذي يوسع الرزق على من يشاء ويقتر على من يشاء لما له في ذلك من الحكمة والعدل وفرح هؤلاء الكفار بما أوتوا من الحياة الدنيا استدراجا لهم وإمهالا كما قال : { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } ثم حقر الحياة الدنيا بالنسبة إلى ما ادخره تعالى لعباده المؤمنين في الدار الاخرة فقال : { وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع } كما قال : { قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا } وقال : { بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى } وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ويحيى بن سعيد قالا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن المستودر أخي بني فهر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [ ما الدنيا في الاخرة إلا كما يجعل احدكم أصبعه هذه في اليم فلينظر بم ترجع ] وأشار بالسبابة رواه مسلم في صحيحه وفي الحديث الاخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم مر بجدي أسك ميت والأسك الصغير الأذنين فقال : [ والله للدنيا أهون على الله من هذا على أهله حين ألقوه ]