ويمكن التمثيل للوجه الثاني وهو اختلاف تصريف الأفعال بقوله سبحانه فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا 34 سبأ 19 قرىء هكذا بنصب لفظ ربنا على أنه منادى وبلفظ باعد فعل أمر وبعبارة أنسب بالمقام فعل دعاء .
وقرىء هكذا ربنا بعد برفع رب على أنه مبتدأ وبلفظ بعد فعلا ماضيا مضعف العين جملته خبر .
ويمكن التمثيل للوجه الثالث وهو اختلاف وجوه الإعراب بقوله سبحانه ولا يضار كاتب ولا شهيد 2 البقرة 282 قرىء بفتح الراء وضمها فالفتح على أن لا ناهية فالفعل مجزوم بعدها والفتحة الملحوظة في الراء هي فتحة إدغام المثلين .
أما الضم فعلى أن لا نافية فالفعل مرفوع بعدها .
ومثل هذا المثال قوله سبحانه ذو العرش المجيد 85 البروج 15 .
قرىء برفع لفظ المجيد وجره .
فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أنه نعت لكلمة العرش .
فلا فرق في هذا الوجه بين أن يكون اختلاف وجوه الإعراب في اسم أو فعل كما رأيت .
ويمكن التمثيل للوجه الرابع وهو الاختلاف بالنقص والزيادة .
بقوله سبحانه وما خلق الذكر والأنثى 92 الليل 3 .
قرىء بهذا اللفظ .
وقرىء أيضا والذكر والأنثى بنقص كلمة ما خلق .
ويمكن التمثيل للوجه الخامس وهو الاختلاف بالتقديم والتأخير بقوله سبحانه وجاءت سكرة الموت 50 ق 19 .
وقرىء وجاءت سكرة الحق بالموت .
ويمكن التمثيل للوجه السادس وهو الاختلاف بالإبدال بقوله سبحانه وأنظر إلى العظام كيف ننشزها 2 البقرة 259 بالزاي وقرىء ننشرها بالراء وكذلك قوله سبحانه وطلح ممدود بالحاء وقرىء وطلع بالعين .
فلا فرق في هذا الوجه أيضا بين الاسم والفعل .
ويمكن التمثيل للوجه السابع وهو اختلاف اللهجات بقوله سبحانه وهل أتك حديث موسى 20 طه 9 تقرأ بالفتح والإمالة في أتى ولفظ موسى فلا فرق في هذا الوجه أيضا بين الاسم والفعل .
والحرف مثلهما نحو بلى قدرين 75 القيامة 4 قرىء بالفتح والإمالة في لفظ بلى .
5 - لماذا اخترنا هذا المذهب .
وإنما اخترنا هذا المذهب لأربعة أمور .
أحدها أنه هو الذي تؤيده الأدلة في الأحاديث العشرة الماضية وما شابهها