فتأمل كيف قدم تلاوة القرآن على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونقرأ قوله جل ذكره كتب أنزلنه إليك مبرك ليدبروا أيته وليتذكر أولوا الألبب 38 ص 29 .
فانظر كيف حث بهذا الأسلوب البارع على تدبر القرآن والتذكر والاتعاظ به ونقرأ قوله عز اسمه إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم 2 البقرة 159 160 .
فتدبر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدي القرآن .
ثم نقرأ في السنة النبوية قوله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده .
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما .
ونقرأ في صحيح البخاري ومسلم قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
ونقرأ لأبي داود والترمذي وابن ماجه قوله عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها .
أليس ذلك وأمثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرك العزائم إلى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه وهو وعيد كما سمعت شديد .
أما السنة النبوية فقد جاء في شأنها عن الله تعالى وما أتكم الرسول فخذوه وما نهكم عنه فأنتهوا 59 الحشر 7 وقوله سبحانه من يطع الرسول فقد أطاع الله 4 النساء 80 .
وقوله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا 33 الأحزاب 21 .
وقوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما 4 النساء 65 .
وجاء ترغيبا في السنة النبوية من الحديث الشريف قوله نضر الله أمرأ أسمع منا حديثا فأداه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع وهو حديث متواتر وقوله في خطبة حجة الوداع ألا فليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه رواه الشيخان .
وجاء ترهيبا من الإعراض عن السنة قوله من رغب عن سنتي فليس مني رواه مسلم وقوله ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكىء على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه .
وإن ما حرم رسول الله كما حرمه الله أخرجه أبو داود