" وجوه يومئذ خاشعى عاملة ناصبة نارا حامية تشقى من عين أنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جتة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة " ناعمة " ذات بهجة وحسن كقوله : " تعرف في وجوههم نضرة النعيم " المتطففين : 24 ، أو متنعمة " لسعيها راضية " رضيت بعملها لما رأت ما أداهم إليه من الكرامة والثواب " عالية " من علو المكان أو المقدار " لا تسمع " يا مخاطب . او الوجوه " لاغية " أي لغوا أو كلمة ذات لغو . أو نفسا تلغو لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم . وقرئ : لا تسمع على البناء للمفعول بالتاء والياء " فيها عين جارية " يريد عيونا في غاية الكثرة كقوله : " علمت نفس " التكوير : 14 ، " مرفوعة " من رفعة المقدار أو السمك ليرى المؤمن بجلوسه عليه جميع ما خوله ربه من الملك والنعيم . وقيل : مخبوءة لهم من رفع الشيء إذا خبأة " موضوعة " كلما أرادوها وجدوها موضوعة بين أيديهم عتيدة حاضرة لا يحتاجون إلى أن يدعوا بها . أو موضوعة على حافات العيون معدة للشرب . ويجوز أن يراد : موضوعة عن حد الكبار أو ساط بين الصغر والكبر كقوله : " قدورها تقديا " اللإنسان : 16 " مصفوفة " بعضها إلى جنب بعض . مساند ومطارح أينما أراد أن يجلسجلس على مسورة واستند إلى أخرى " وزرابي " وبسط عراض فاخرة . وقيل : هي الطنافس التي لها خمل رقيق . جميع زربية " مبثوثة " مبسوطة أو مفرقة في المجالس .
" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن ألينا إيابها ثم إن علينا حسابهم "