( أبو حنيفة وقاتل بن سليمان ) أي رويا كلاهما ( عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : لكل داء ) أي وجع وألم وبلاء ( جعل الله دواء ) أي علاجا وشفاء ( فإذا أصاب الداء ) بالنصب على أنه مفعول وفاعله ( دواؤه برىء بإذن ( 1 ) الله تعالى ) أي شفي وتعافى بأمره وقضائه وقدرته فإن الأمر كله بيده خيره وشره ونفعه وضرره وحلوه ومره .
ورواه أحمد ومسلم عن جابر مرفوعا ولفظه : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برىء بإذن الله تعالى .
وفي رواية علي عند الحميدي في كتاب المسمى بطب أهل البيت : ما من داء إلا له دواء فإذا كان كذلك بعث الله D ملكا ومعه شر فجعله بين الداء والدواء فكلما شرب المريض من الدواء لم يقع على الداء فإذا أراد الله برءه أمر الملك دفع الشر فكلما شرب المريض من الدواء لم يقع على الداء فإذا أراد الله برءه أمر الملك فرفع الشر ثم يشرب المريض الدواء فينفعه الله تعالى به .
وفي حديث ابن مسعود رفعه : " أن الله لم ينزل داء إلا أنزل الله له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله " رواه أبو نعيم وغيره وفي الصحيحين من حديث عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ما أنزل الله داء إلا أنزل الله له شفاء " وأخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود بلفظ : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء فتداووا ولأبي داود عن أبي الدرداء رفعه : أن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام .
وعنه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم عن أسامة بن شريك رفعه : تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحد وهو الهرم وفي لفظ إلا السلم وهو بمهملة مخففة الميم أي إلا الموت .
_________ .
( 1 ) إنما أراد هذا القيد لدفع وهم واهم بهم أن الدواء مستقل في الشفاء