أبو حنيفة ( عن يحيى عن عمرة ) وهي بنت رواحة الأنصارية لها صحبة وهي أم النعمان بن بشير رواه عنها زوجها وابنها ( عن عائشة قالت : كانوا ) أي الصحابة من الأنصار وغيرهم ( يروحون إلى الجمعة ) بضم الجيم والميم وقد تسكن أي إلى صلاتها ( وقد عرقوا ) بكسر الراء والجملة حالية ( وتلطخوا بالطين ) لأنهم أصحاب زراعة وأرباب عمارة ( فقيل لهم ) أي فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( من راح إلى الجمعة ) أي من أراد الروح إلى صلاة الجمعة على وجه الفلاح وطريق النجاح ( فليغتسل ) أمر استحباب وقيل إيجاب .
( وفي رواية كان الناس ) أي الأنصار ( عمار أرضهم ) بضم العين وتشديد الميم أي عامريها بالزراعة ونحوها ( كانوا يروحون ) أي إلى الجمعة ( يخالطهم العرق والتراب ) حال أو استئناف ( فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إذا حضرتم الجمعة ) أي أردتم حضورها ( فاغتسلوا ) أي لئلا تؤذوا ولا تتأذون أو لأن المبالغة في طهارة الظاهر له تأثير بليغ في صفاء الباطن