وهذا الذي ذكرناه من تراكب التنوين عند حروف الحلق وتتابعه عند غيرها من سائر حروف المعجم إجماع من السلف الذين ابتدؤوا النقط وابتدعوه وعليه جرى استعمال سائر الخلف قال الخليل C كل ما استقبله من حروف الحلق حرف وهو منون نحو عفوا غفورا فالتقط على الطول وفي نحو غفور رحيم و حبل من مسد النقط على العرض يريد بالطول التراكب وبالعرض التتابع .
قال أبو عمرو ولم أر أحدا ممن عني بصناعة النقط في القديم والحديث وجه معنى إجماعهم ولا علل حقيقة مذهبهم في تخصيص حروف الحلق بالتراكب وما عداها بالتتابع وقد سألت عن ذلك غير واحد من شيوخهم وذاكرت به جماعة من علمائهم فكلهم زعم ان ذلك اصطلاح من السلف لزم اتباعهم عليه ولا وجه له ولا علة فيه وأنهم لو اجمعوا على تتابعه عند حروف الحلق وتراكبه عند ما عداها لكان كإجماعهم الاول المعمول به وذلك بخلاف ما قالوه وعلى غير ما ظنوه لما اوضحناه من صحة معنى ما أجمعوا عليه وبالله التوفيق