@ 360 @ .
! 2 < إذا > 2 ! نصب بإضمار فعل تقديره اذكر إذ قال ربك والبشر هنا آدم وهو مأخوذ من البشرة وهي وجه الجلد في الأشهر من القول . .
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وافقوا البشر . .
وقيل البشرة ما يلي اللحم ومنه قولهم في المثل إنما يعاتب الأديم ذو البشرة لأن تلك الجهة هي التي تبشر . .
وأخر الله تعالى الملائكة بعجب عندهم وذلك أنهم كانوا مخلوقين من نور فهي مخلوقات لطاف فأخبرهم أنه لا يخلق جسما حيا ذا بشرة وأنه يخلقه ! 2 < من صلصال > 2 ! . .
قال القاضي أبو محمد والبشر والبشارة أيضا أصلهما البشرة لأنهما فيها يظهران . .
و ! 2 < سويته > 2 ! معناه كلمته وأتقنته حتى استوت أجزاؤه على ما يجب وقوله ! 2 < من روحي > 2 ! إضافة خلق وملك إلى خالق مالك أي من الروح الذي هو لي ولفظة الروح هنا للجنس . .
وقوله ! 2 < فقعوا > 2 ! من وقع يقع وفتحت القاف لأجل حرف الحلق وهذه اللفظة تقوي أن سجود الملائكة إنما كان على المعهود عندنا لا أنه خصوع وتسليم وإشارة كما قال بعض الناس وشبهوه بقول الشاعر أبي الأخزر الحماني .
( فكلتاهما خرت وأسجد رأسها % كما سجدت نصرانة لم تحنف ) + الطويل + .
وهذا البيت يشبه أن يكون السجود فيه كالمعهود عندنا . .
وحكى الطبري في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أنه قال خلق الله ملائكة أمرهم بالسجود لآدم فأبوا فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم ثم خلق آخرين فأمرهم بالسجود فأطاعوا إلا إبليس فإنه كان من الأولين . .
قال القاضي أبو محمد وقول ابن عباس من الأولين يحتمل أن يريد في حالهم وكفرهم ويحتمل أن يريد في أنه بقي منهم . .
وقوله ! 2 < كلهم أجمعون > 2 ! هو عند سيبويه تأكيد بعد تأكيد يتضمن الآخر ما تضمن الأول . .
وقال غيره ! 2 < كلهم > 2 ! لو وقف عليه لصلحت للاستيفاء وصلحت على معنى المبالغة مع أن يكون البعض لم يسجد وهذا كما يقول القائل كل الناس يعرف كذا وهو يريد ان المذكور أمر مشتهر فلما قال ! 2 < أجمعون > 2 ! رفع الاحتمال في أن يبقى منهم أحد واقتضى الكلام أن جميعهم سجد . .
وقال ابن المبرد لو وقف على ! 2 < كلهم > 2 ! لاحتمل أن يكون سجودهم في مواطن كثيرة فلما قال ! 2 < أجمعون > 2 ! دل على أنهم سجدوا في موطن واحد . .
قال القاضي أبو محمد واعترض قول المبرد بأنه جعل قوله ! 2 < أجمعون > 2 ! حالا . .
بمعنى مجتمعين .