@ 218 @ وقال عمر بن الخطاب والحسن وابن عباس معناه ! 2 < لمن أراد أن يذكر > 2 ! ما فاته من الخير والصلاة ونحوه في أحدهما فيستدركه في الذي يليه وقرأ حمزة وحده يذكر بسكون الذال وضم الكاف وهي قراءة ابن وثاب وطلحة والنخعي وقرأ الباقون يذكر بشد الذال وفي مصحف أبي بن كعب يتذكر بزيادة تاء ثم قال تعالى ! 2 < لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا > 2 ! جاء بصفة عباده الذين هم أهل التذكر والشكور والعباد والعبيد بمعنى إلا أن العباد يستعمل في مواضع التنويه وسمي قوم من عبد القيس العباد لأن كسرى ملكهم دون العرب وقيل لأنهم تألهوا مع نصارى الحيرة فصاروا عباد الله وإليهم ينسب عدي بن زيد العبادي وقرأ الحسن بن أبي الحسن وعبد الرحمن ذكره الثعلبي وقوله ! 2 < الذين يمشون على الأرض > 2 ! عبارة عن عيشهم ومدة حياتهم وتصرفاتهم نذكر من ذلك العظم لا سيما وفي الانتقال في الأرض هي معاشرة الناس وخلطتهم ثم قال ! 2 < هونا > 2 ! بمعنى أمره كله هون أي لين قال مجاهد بالحلم والوقار وقال ابن عباس بالطاعة والعفاف والتواضع وقال الحسن حلما إن جهل عليهم لم يجهلوا وذهبت فرقة إلى أن ! 2 < هونا > 2 ! مرتبط بقوله ! 2 < يمشون على الأرض > 2 ! أي المشي هو هون ويشبه أن يتأول هذا على أن تكون أخلاق ذلك الماشي ! 2 < هونا > 2 ! مناسبة لمشيه فيرجع القول إلى نحو ما بيناه وأما أن يكون المراد صفة المشي وحده فباطل لأنه رب ماش ! 2 < هونا > 2 ! رويدا وهو ذئيب أطلس وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكفا في مشيه كأنما يمشي في صبب وهو عليه السلام الصدر في هذه الآية وقوله صلى الله عليه وسلم من مشى منكم في طمع فليمش رويدا إنما أراد في عقد نفسه ولم يرد المشي وحده ألا ترى أن المبطلين المتحيلين بالدين تمسكوا بصورة المشي فقط حتى قال فيهم الشاعرذما لهم ابي جعفر المنصور + مجزوء الرمل + .
( كلهم يمشي رويدا % كلهم يطلب صيدا ) .
وقال الزهري سرعة المشي تذهب ببهاء الوجه .
قال القاضي أبو محمد يريد الإسراع الحثيث لأنه يخل بالوقار والخير في التوسط وقال زيد بن أسلم كنت أسأل عن تفسير قوله ! 2 < الذين يمشون على الأرض هونا > 2 ! فما وجدت في ذلك شفاء فرأيت في النوم من جاءني فقال هم الذين لا يريدون أن يفسدوا في الأرض . .
قال الفقيه الإمام القاضي فهذا تفسير في الخلق و ! 2 < هونا > 2 ! معناه رفقا وقصدا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم أحب حبيبك هونا ما الحديث وقوله ! 2 < وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما > 2 ! اختلف في تأويل ذلك فقالت فرقة ينبغي للمخاطب أن يقول للجاهل سلاما بهذا اللفظ أي سلمنا سلاما وتسليما ونحو هذا فيكون العامل فيه فعلا من لفظه على طريقة النحويين والذي أقول إن ! 2 < قالوا > 2 ! هو العامل في ! 2 < سلاما > 2 ! لأن المعنى ! 2 < قالوا > 2 ! هذا اللفظ وقال مجاهد معنى ! 2 < سلاما > 2 ! قولا سديدا أي يقول للجاهل كلاما يدفعه به برفق ولين ف ! 2 < قالوا > 2 ! على هذا التأويل عامل في قوله ! 2 < سلاما > 2 ! على طريقة النحويين وذلك أنه بمعنى قولا وهذه الآية كانت قبل آية السيف فنسخ منها ما يختص الكفرة وبقي أدبها في المسلمين إلى يوم القيامة وذكر سيبويه النسخ في هذه الآية في كتابه وما تكلم على نسخ سواه ورجح به أن المراد السلامة لا التسليم لأن المؤمنين لم يؤمروا قط بالتسليم على الكفار والآية مكية فنسختها آية السيف .