@ 257 @ .
ومنه قول الآخر .
( فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطة % فقلت سمعنا فاسمعي واصمتي ) .
ويحتمل قراءة من شدد ألا أن يجعلها بمعنى التخصيص ويقدر هذا النداء بعدها ويجيء في الكلام إضمار كثير ولكنه متوجه وسقطت الألف كما كتبت في يا عيسى ويا قوم وقرأ الأعمش هل لا يسجدون وفي حرف عبد الله بن مسعود ألا هل تسجدون بالتاء وفي قراءة أبي ألا هل تسجدوا بالتاء ايضا و ! 2 < الخبء > 2 ! الخفي من الأمور وهو من خبأت الشيء و خبء السماء مطرها و خبء الأرض كنوزها ونباتها واللفظة بعد هذا تعم كل خفي من الأمور وبه فسر ابن عباس وقرأ جمهور الناس الخبء بسكون الباء والهمز وقرأ أبي بن كعب الخب بفتح الباء وترك الهمز وقرأ عكرمة الخبا بألف مقصورة وحكى سيبويه أن بعض العرب يقلب الهمزة إذا كانت في مثل هذا مفتوحة وقبلها ساكن يقلبها ألفا وإذا كانت مضمومة وقبلها ساكن قلبها واوا وإذا كانت مكسورة قلبها ياء ومثل سيبويه ذلك بالوثا والوثو والوثي وكذلك يجيء ! 2 < الخبء > 2 ! في حال النصب وتقول اطلعت على الخبي وراقني الخبو وقرأ جمهور القراء يخفون ويعلنون بياء الغائب . .
قال القاضي أبو محمد وهذه القراءة تعطي أن الآية من كلام الهدهد وقرأ الكسائي وعاصم في رواية حفص تخفون وما تعلنون بتاء الخطاب وهذه القراءة تعطي أن الآية من خطاب الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي مصحف أبي بن كعب ألا يسجدوا والله الذي يخرج الخبء من السماوات والأرض ويعلم سركم وما تعلنون وخصص ! 2 < العرش > 2 ! بالذكر في قوله ! 2 < رب العرش العظيم > 2 ! لأنه أعظم المخلوقات وما عداه في ضمنه وقبضته ثم إن سليمان عليه السلام آخر أمر الهدهد إلى أن يبين له حقه من باطله فسوفه بالنظر في ذلك وأمر بكتاب فكتب وحمله إياه وأمره بإلقائه إلى القوم والتولي بعد ذلك وقال وهب بن منبه أمره بالتولي حسن أدب ليتنحى حسبما يتأدب به مع الملوك بمعنى وكن قريبا حتى ترى مراجعاتهم وقال ابن زيد أمره بالتولي بمعنى الرجوع إليه أي القه وارجع قال وقوله ! 2 < فانظر ماذا يرجعون > 2 ! في معنى التقديم على قوله ! 2 < ثم تول > 2 ! . .
قال القاضي أبو محمد واتساق رتبة الكلام أظهر أي ألقه ثم تول وفي خلال ذلك ! 2 < فانظر > 2 ! وإنما أراد أن يكل الأمر إلى علم ما في الكتاب دون أن تكون للرسول ملازمة ولا إلحاح . .
وقرأ نافع فألقه بكسر الهاء وفرقة فألقه بضمها وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي بإشباع ياء بعد الكسرة في الهاء وروى عنه ورش بياء بعد الهاء في الوصل وقرأ قوم بإشباع واو بعد الضمة وقرأ البزي عن أبي عمرو وعاصم وحمزة فألقه بسكون الهاء وروي عن وهب بن منبه في قصص هذه الآية أن الهدهد وصل فألفى دون هذه الملكة حجب جدرات فعمد إلى كوة كانت بلقيس صنعتها لتدخل منها الشمس عند طلوعها لمعنى عبادتها إياها فدخل منها ورمى الكتاب على بلقيس وهي فيما يروي نائمة فلما انتبهت وجدته فراعها وظنت أنه قد دخل عليها أحد ثم قامت فوجدت حالها كما عهدته فنظرت إلى الكوة