@ 444 @ .
( وعسعس الليل ) في اللغة إذا كان غير مستحكم الاظلام وقال الحسن بن أبي الحسن ذلك في وقت اقباله وبه وقع القسم وقال زيد بن أسلم وابن عباس ومجاهد وقتادة ذلك عند إدباره وبه وقع القسم ويرجح هذا قوله بعد ! 2 < والصبح إذا تنفس > 2 ! فكأنهما حالان متصلتان ويشهد له قول علقمة بن قرط .
( حتى إذا الصبح لها تنفسا % وانجاب عنها ليلها وعسعسا ) + الرجز + .
وقال المبرد أبو العباس أقسم بإقباله وإدباره قال الخليل يقال عسعس الليل وسعسع إذا أقبل وادبر و ( تنفس الصبح ) استطار واتسع ضوؤه وقال علوان بن قس .
( وليل دجوجي تنفس فجره % لهم بعد ان خالوه لن يتنفسا ) + الطويل + .
والضمير في ! 2 < إنه > 2 ! للقرآن و ( الرسول الكريم ) في قول جمهور المتاولين جبريل عليه السلام وقال آخرون هو محمد عليه السلام في الآية والقول الأول أصح و ! 2 < كريم > 2 ! في هذه الآية يقتضي رفع المذام ثم وصفه بقوة منحه الله إياها واختلف الناس في تعليق ! 2 < عند ذي العرش > 2 ! فذهب بعض المتاولين الى تعلقه بقوله ! 2 < ذي قوة > 2 ! وذهب آخرون الى ان الكلام تم في قوله ! 2 < ذي قوة > 2 ! وتعلق الظرف ب ! 2 < مكين > 2 ! و ! 2 < مكين > 2 ! معناه له مكانة ورفعة وقوله تعالى ! 2 < مطاع ثم أمين > 2 ! أي مقبول القول مصدق بقوله مؤتمن على ما يرسل به ويؤدي من وحي وامتثال امر وقرا ابو جعفر ( ثم أمين ) بضم الثاء وذكر الله تعالى نفسه بالاضافة إلى عرشه تنبيها على عظم ملكوته واجمع المفسرون على ان قوله ! 2 < وما صاحبكم > 2 ! يراد به محمد صلى الله عليه وسلم والضمير في ! 2 < راه > 2 ! جبريل عليه السلام وهذه الرؤية التى كانت بعد امر غار حراء حين رآه على كرسي بين السماء والأرض .
وقيل هذه الرؤيا التي رآه عند سدرة المنتهى في الإسراء وسمى ذلك الموضع أفقا مجازا وقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم رؤية ثانية بالمدينة وليست هذه ووصف الأفق ب ! 2 < المبين > 2 ! لأنه كان بالشرق من حيث تطلع الشمس قال قتادة وأيضا فكل أفق فهو في غاية البيان وقوله تعالى ! 2 < وما هو على الغيب بضنين > 2 ! بالضاد بمعنى بخيل أي يشح به ولا يبلغ ما قيل له ويبخل كما يفعل الكاهن حتى يعطى حلوانه وبالضاد هي خطوط المصاحف كلها فيما قاله الطبري وهي قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة وعثمان بن عفان وابن عباس والحسن وأبي رجاء والأعرج وأبي جعفر وشيبة وجماعة وافرة .
وقرا ابن كثير وعمرو والكسائي وابن مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وابن عمر وابن الزبير وعائشة وعمر بن عبد العزيز وابن جبير وعروة بن الزبير ومسلم وابن جندب ومجاهد وغيرهم ( بظنين ) بالظاء أي بمتهم وهذا في المعنى نظير وصفه ب ! 2 < امين > 2 ! وقيل معناه بضعف القوة عن التبليغ من قولهم بئر ظنون اذا كانت قليلة الماء ورجح أبو عبيد قراءة الظاء مشالة لأن قريشا لم تبخل محمد صلى الله عليه وسلم فيما ياتي به وإنما كذبته فقيل ما هو بمتهم ثم نفى تعالى عن القرآن ان يكون كلام شيطان على ما قالت قريش إن محمدا كاهن و ! 2 < رجيم > 2 ! معناه مرجوم مبعد بالكواكب واللعنة وغير ذلك وقوله تعالى ! 2 < فأين تذهبون > 2 !