@ 15 @ وفي قوله ! 2 < صال الجحيم > 2 ! والصلي هو التسخن بقرب النار أو بمباشرتها ومنه قول الحارث بن عباد .
( لم أكن من جناتها علم الله % وإني بحرها اليوم صال ) والمحترق الذي يذهبه الحرق ليس بصال إلا في بدء أمره وأهل جهنم لا تذهبهم فهم فيها صالون والسعير الجمر المشتعل وهذه آية من آيات الوعيد والذي يعتقده أهل السنة أن ذلك نافذ على بعض العصاة لئلا يقع الخبر بخلاف مخبره ساقط بالمشيئة عن بعضهم وتلخيص الكلام في المسألة أن الوعد في الخير والوعيد في الشر هذا عرفهما إذا أطلقا وقد يستعمل الوعد في الشر مقيدا به كما قال تعالى ! 2 < النار وعدها الله الذين كفروا > 2 ! فقالت المعتزلة آيات الوعد كلها في التائبين والطائعين وآيات الوعيد في المشركين والعصاة بالكبائر وقال بعضهم وبالصغائر وقالت المرجئة آيات الوعد كلها فيمن اتصف بالإيمان الذي هو التصديق كان من كان من عاص أو طائع وقلنا أهل السنة والجماعة آيات الوعد في المؤمنين الطائعين ومن حازته المشيئة من العصاة وآيات الوعيد في المشركين ومن حازه الإنفاذ من العصاة والآية الحاكمة بما قلناه قوله تعالى ! 2 < إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء > 2 ! فإن قالت المعتزلة لمن يشاء يعني التائبين رد عليهم بأن الفائدة في التفضيل كانت تنفسد إذ الشرك أيضا يغفر للتائب وهذا قاطع بحكم قوله ! 2 < لمن يشاء > 2 ! بأن ثم مغفورا له وغير مغفور واستقام المذهب السني .
وقوله تعالى ! 2 < يوصيكم > 2 ! يتضمن الفرض والوجوب كما تتضمنه لفظة أمر كيف تصرفت وأما صيغة الأمر من غير اللفظة ففيها الخلاف الذي سيأتي موضعه إن شاء الله ونحو هذه الآية قوله تعالى ^ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلك وصاكم به ^ وقيل نزلت هذه الآية بسبب بنات سعد بن الربيع وقال السدي نزلت بسبب بنات عبد الرحمن بن ثابت أخي حسان بن ثابت وقيل بسبب جابر بن عبد الله إذ عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه قال جابر بن عبد الله وذكر أن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون إلا من لاقى الحروب وقاتل العدو فنزلت الآيات تبيينا أن لكل أنثى وصغير حظه وروي عن ابن عباس أن نزول ذلك كان من أجل أن المال كان للولد والوصية للوالدين فنسخ ذلك بهذه الآيات و ! 2 < مثل > 2 ! مرتفع بالابتداء أو بالصفة تقديره حظ مثل حظ وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة في أولادكم أن للذكر وقوله تعالى ! 2 < فإن كن نساء > 2 ! الآية الأولاد لفظ يجمع الذكران والإناث فلما أراد بهذه الآية أن يخص الإناث بذكر حكمهن أنث الفعل للمعنى ولو اتبع لفظ الأولاد لقال كانوا واسم كان مضمر وقال بعض نحويي البصرة تقديره وإن كن المتروكات نساء وقوله ! 2 < فوق اثنتين > 2 ! معناه اثنتين فما فوقهما تقتضي ذلك قوة الكلام وأما الوقوف مع اللفظ فيسقط معه النص على الاثنتين ويثبت الثلثان لهما بالإجماع الذي مرت عليه الأمصار والأعصار ولم يحفظ فيه خلاف إلا ما روي عن عبد الله بن عباس أنه يرى لهما النصف .
ويثبت أيضا ذلك لهما بالقياس على الأختين المنصوص عليهما ويثبت ذلك لهما بالحديث الذي ذكره الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم