@ 81 @ .
قال القاضي أبو محمد وهذا لا يعطيه اللفظ وإنما البروج في القرآن إذا وردت مقترنة بذكر السماء بروج المنازل للقمر وغيره على ما سمتها العرب وعرفتها وبرج معناه ظهر ومنه البروج أي المطولة الظاهرة ومنه تبرج المرأة و ! 2 < مشيدة > 2 ! قال الزجاج وغيره معناه مرفوعة مطولة لأن شاد الرجل البناء إذا صنعه بالشيد وهو الجص إذا رفعه وقالت طائفة ! 2 < مشيدة > 2 ! معناه محسنة بالشيد وذلك عندهم أن شاد الرجل معناه جصص بالشيد وشيد معناه كرر ذلك الفعل فهي للمبالغة كما تقول كسرت العود مرة وكسرته في مواضع منه كثيرة مرارا وخرقت الثوب وخرقته إذا كان الخرق منه في مواضع كثيرة فعلى هذا يصح أن تقول شاد الرجل الجدار مرة وشيد الرجل الجدار إذا أردت المبالغة لأن التشييد منه وقع في مواضع كثيرة ومن هذا المعنى قول الشاعر عدي بن زياد العبادي .
( شاده مرمرا وجلله كلسا % فللطير في ذراه وكور ) + الخفيف + .
والهاء والميم في قوله ! 2 < وإن تصبهم > 2 ! رد على الذين قيل لهم كفوا أيديكم وهذا يدل على أنهم المنافقون لأن المؤمنين لا تليق بهم هذه المقالة ولأن اليهود لم يكونوا للنبي صلى الله عليه وسلم تحت أمر فتصيبهم بسببهأسواء ومعنى الآية وإن تصب هؤلاء المنافقين حسنة من هزم عدو أو غنيمة أو غير ذلك رأوا أن ذلك بالاتفاق من صنع الله لا أنه ببركة اتباعك والإيمان بك ! 2 < وإن تصبهم سيئة > 2 ! أي هزيمة أو شدة جوع وغير ذلك قالوا هذه بسببك لسوء تدبيرك كذا قال ابن زيد وقيل لشؤمك علينا .
قاله الزجاج وغيره وقوله ! 2 < قل كل من عند الله > 2 ! إعلام من الله تعالى أن الخير والشر والحسنة والسيئة خلق له ومن عنده لا رب غيره ولا خالق ولا مخترع سواه فالمعنى قل يا محمد لهؤلاء ليس الأمر كما زعمتم من عندي ولا من عند غيري بل هو كله من عند الله قال قتادة النعم والمصائب من عند الله قال ابن زيد النصر والهزيمة قال ابن عباس السيئة والحسنة .
قال القاضي أبو محمد وهذا كله شيء واحد ثم وبخهم بالاستفهام عن علة جهلهم وقلة فهمهم وتحصيلهم لما يخبرون به من الحقائق والفقه في اللغة الفهم وأوقفته الشريعة على الفهم في الدين وأموره وغلب عليه بعد الاستعمال في علم المسائل الأحكامية والبلاغة في الاستفهام عن قلة فقههم بينة لأنك إذا استفهمت عن علة أمر ما فقد تضمن كلامك إيجاب ذلك الأمر تضمنا لطيفا بليغا ووقف أبو عمرو والكسائي على قوله ! 2 < فما > 2 ! ووقف الباقون على اللام في قوله ! 2 < فمال > 2 ! إتباعا للخط ومنعه قوم جملة لأنه حرف جر فهي بعض المجرور وهذا كله بحسب ضرورة وانقطاع نفس وأما أن يختار أحد الوقف فيما ذكرناه ابتداء فلا .
قوله تعالى $ سورة النساء 79 80 $