والأول أولى لقوله : 28 - { قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } أي كنتم تأتوننا في الدنيا عن اليمين : أي من جهة الحق والدين والطاعة وتصدونا عنها قال الزجاج : كنتم تأتوننا من قبل الدين فتروننا أن الدين والحق ما تضلوننا به واليمين عبارة عن الحق وهذا كقوله تعالى إخبارا عن إبليس { ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم } قال الواحدي : قال أهل المعاني : إن الرؤساء كانوا قد حلفوا لهؤلاء الأتباع أن ما يدعونهم إليه هو الحق فوثقوا بأيمانهم فمعنى { تأتوننا عن اليمين } أي من ناحية الأيمان التي كنتم تحلفونها فوثقنا بها قال : والمفسرون على القول الاول وقيل المعنى : تأتوننا عن اليمين التي نحبها ونتفاءل بها لتغرونا بذلك عن جهة النصح والعرب تتفاءل بما جاء عن اليمين وتسميه السانح وقيل اليمين بمعنى القوة : أي تمنعوننا بقوة وغلبة وقهر كما في قوله : { فراغ عليهم ضربا باليمين } أي بالقوة وهذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر