@ 171 @ حرم الإثم في آية أخرى وهو قوله تعالى ! 2 < قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي > 2 ! الأعراف 33 وقال بعضهم أراد بالإثم الخمر بدليل قول الشاعر .
( شربت الإثم حتى ضل عقلي % كذاك الإثم يذهب بالعقول ) .
وروي عن جعفر الطيار أنه كان لا يشرب الخمر في الجاهلية وكان يقول الناس يطلبون زيادة العقل فأنا لا أنقص عقلي وأما الميسر فكانوا يشترون جزورا ويضربون سهامهم فمن خرج سهمه أولا يأخذ نصيبه من اللحم ولا يكون عليه من الثمن شيء ومن بقي سهمه آخرا فكان عليه ثمن الجزور كله ولم يكن له من اللحم شيئا وقال عطاء ومجاهد الميسر هو القمار كله حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب قرا حمزة والكسائي ! 2 < قل فيهما إثم كبير > 2 ! بالثاء من الكثرة وقرأ الباقون ! 2 < كبير > 2 ! يعني ذنب عظيم ومعنى قوله ! 2 < إثمهما > 2 ! بعد التحريم لأكبر من نفعهما قبل التحريم .
قوله تعالى ! 2 < ويسألونك ماذا ينفقون > 2 ! أي ماذا يتصدقون ! 2 < قل العفو > 2 ! يعني الفضل من المال يريد أن يعطي ما فضل من قوته وقوت عياله ثم نسخ بآية الزكاة وقرأ أبو عمرو ! 2 < قل العفو > 2 ! بالرفع يعني الإنفاق وهو الزكاة وقرأ الباقون بالنصب يعني أنفقوا الفضل ! 2 < كذلك يبين الله لكم الآيات > 2 ! يعني أمره ونهيه كما يبين لكم أمر الصدقة ! 2 < لعلكم تتفكرون > 2 ! ! 2 < في الدنيا والآخرة > 2 ! يعني في الدنيا أنها لا تبقى ولا تدوم ولا يدوم إلا العمل الصالح وفي الآخرة إنها تدوم وتبقى ولا تزول وقال بعضهم معناه ^ كذلك يبين الله لكم الآيات في الدنيا ^ لعلكم تتفكرون في الآخرة .
قوله تعالى ! 2 < ويسألونك عن اليتامى > 2 ! يقول عن مخالطة اليتامى وذلك أنه لما نزل قوله ! 2 < إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا > 2 ! النساء 10 تركوا مخالطتهم فشق ذلك عليهم وكان عند رجل منهم يتيم فجعل له بيتا على حدة وطعاما على حدة ولا يخالطه بشيء من ماله فقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد أنزل الله آية في أموال اليتامى ما أنزل من الشدة فعزلناهم على حدة أفيصلح لنا أن نخالطهم فنزلت هذه الآية ! 2 < يسألونك عن اليتامى > 2 ! أي عن مخالطة اليتامى ! 2 < قل إصلاح لهم خير > 2 ! من ترك خلطتهم ^ وإن تخالطولهم ^ يعني تشاركوهم في النفقة والخدمة والدابة ( فإخوانكم ) أي في الدين ويقال الامتناع منه خير وإن تخالطوهم فهم إخوانكم ! 2 < والله يعلم المفسد > 2 ! لمال اليتيم ! 2 < من المصلح > 2 ! لماله يعني لا بأس بالخلطة إذا قصدت به الإصلاح ولم تقصد به الإضرار به .
ثم قال تعالى ! 2 < ولو شاء الله لأعنتكم > 2 ! قال القتبي ولو شاء الله لضيق عليكم ولشدد عليكم ولكنه لم يشأ إلا التسهيل عليكم وقال الزجاج ! 2 < لأعنتكم > 2 ! معناه لأهلككم وأصل العنت في اللغة من قول العرب عنت البعير إذا انكسرت رجله وحقيقته ولو شاء الله