ومنه أن ينظر بالأبصار لكن بلا كيف ولا انحصار .
للمؤمنين إذ بجائز علقت هذا وللمختار دنيا ثبتت .
( 117 ) علم منك أنك لا تصبر عنه فأشهدك ما برز منه .
أي علم منك - أيها المحب - أنك لا تصبر عن مشاهدته كما هو شأن المحب مع محبوبه فأشهدك ما برز منه من الأكوان رحمة بك لتراه فيها بعين بصيرتك لكون رؤيتك له في هذه الدار من غير حجاب لا تتصور .
( 118 ) لما علم الحق منك وجود الملل لون لك الطاعات وعلم ما فيك من وجود الشره فحجرها عليك في بعض الأوقات ليكون همك إقامة الصلاة لا وجود الصلاة فما كل مصل مقيم .
أي لما علم الحق سبحانه منك - أيها المريد - وجود الملل أي السآمة المؤدية إلى ترك العمل لون - بتشديد الواو - أي نوع لك الطاعات : من صلاة وصيام وتسبيح وتهليل ونحو ذلك رحمة بك وتسهيلاً عليك فإنك إذا سئمت من نوع منها انتقلت إلى غيره . وعلم ما فيك من وجود الشَّرَه - بتشديد الشين المعجمة المفتوحة وفتح الراء - أي مجاوزة الحد في التسارع إلى العمل المؤدي ذلك إلى وقوع النقص والتقصير فيها . فحجرها بتخفيف الجيم أي منعها عليك