( 47 ) لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } ( 20 ) إبراهيم .
أي لا تترك - أيها المريد - الذكر الذي هو منشور الولاية لعدم حضور قلبك مع الله فيه لاشتغاله بالأعراض الدنيوية بل اذكره على كل حال لأن غفلتك عن وجود ذكره بأن تتركه بالكلية أشد من غفلتك في وجود ذكره لأنك في هذه الحالة حركت به لسانك وإن كان قلبك غافلاً عن المذكور . فعسى أن يرفعك أي يرقيك بفضله من ذكر مع وجود غفلة عنه إلى ذكر مع وجود يقظة أي تيقظ قلب لما يناسب حضرته من الآداب ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور في حضرة الاقتراب ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور فتفنى حتى عن الذكر . وفي هذا المقام ينقطع ذكر اللسان ويكون العبد محواً في وجود العيان كما قال بعض أهل هذا المقام : .
ما أن ذكرتك إلا هم يقتلني سري وقلبي وروحي عند ذكراكا