@ 166 @ .
( ^ الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ( 3 ) أم حسب الذين ) * * * * * * مكة ، وجلده كل واحد منهما مائة سوط ، ثم لما وصل إلى أمه جعلت تضربه بالسياط حتى رجع عن دينه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقد حسن إسلامه بعد ذلك . .
ومن المشهور الثابت : ' أن النبي كان يدعو في القنوت فيقول : ' اللهم ، انج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد والمستضعفين بمكة ، واشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف . فدعا ( هكذا ) شهرا ثم ترك ، فقيل له في ذلك ، فقال : ألا تراهم قد قدموا ' . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد فتنا الذين من قبلهم ) أي : ابتلينا الذين من قبلهم ، يعني الأنبياء والمؤمنين ، ويقال : ابتلينا بني إسرائيل بفرعون ، وكذلك ابتلينا كل نبي بعدو له . وقد ثبت أن النبي قال : حين شكا إليه أصحابه ما يلقون من الكفار : ' إنكم تعجلون ، وقد كان فيمن قبلكم ينشر بالمناشير فما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمن الله أمره ' . .
وقوله : ( ^ [ فليعلمن ] الله الذين صدقوا ) يعني : نبتليهم ابتلاء من يستعلم حالهم ، ويقال : وليعلمن الله الذين صدقوا أي : علم الشيء واقعا ، وهو الذي يجازي عليه ، وقيل : فليعلمن الله الذين صدقوا أي : فليظهرن الله الصادقين من الكاذبين . .
وقوله : ( ^ [ وليعلمن ] الكاذبين ) قد ذكرنا . .
قوله تعالى : ( ^ أم حسب الذين يعملون السيئات ) والسيئة : كل خصلة تسوء عاقبتها ، والحسنة : كل خصلة تسر عاقبتها .