الناس في دفع الاعداء عنهم لأنه إذا دهم العدو البلاد وجب على الناس كافة دفعهم باموالهم وأنفسهم .
ولاية الملك المظفر قطز وفيها قبض الامير سيف الدين قطز علي ابن أستاذه نور الدين علي الملقب بالمنصور وذلك في غيبة أكثر الأمراء من مماليك ابيه وغيرهم في الصيد فلما مسكه سيره مع امه وابنيه واخوته الى بلاد الاشكري وتسلطن هو وسمى نفسه بالملك المظفر وكان هذا من رحمة الله بالمسلمين فإن الله جعل على يديه كسر التتار كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى وبان عذره الذي اعتذر به إلى الفقهاء والقضاة وإلى ابن العديم فإنه قال لا بد للناس من سلطان قاهر يقاتل عن المسلمين عدوهم وهذا صبي صغير لا يعرف تدبير المملكة .
وفيها برز الملك الناصر صاحب دمشق إلى وطاء برز في جحافل كثيرة من الجيش والمتطوعة والاعراب وغيرهم ولما علم ضعفهم عن مقاومة المغول أرفض ذلك الجمع ولم يسر لا هو ولا هم فإنا لله وإنا إليه راجعون وفيها توفي من الاعيان .
واقف الصدرية صدر الدين أسعد بن المنجاة بن بركات بن مؤمل التنوخي المغربي ثم الدمشقي الحنبلي احد المعدلين ذوي الاموال والمروءات والصدقات الدارة البارة وقف مدرسة للحنابلة وقبره بها إلى جانب تربة القاضي المصري في راس درب الريحان من ناحية الجامع الاموي وقد ولى نظر الجامع مدة واستجد أشياء كثيرة منها سوق النحاسين قبلي الجامع ونقل الصاغة إلى مكانها الان وقد كانت قبل ذلك في الصاغة العتيقة وجدد الدكاكين التي بين أعمدة الزيارة وثمر الجامع أموالا جزيلة وكانت له صدقات كثيرة وذكر عنه انه كان يعرف صنعة الكيميا وأنه صح معه عمل الفضة وعندي أن هذا لا يصح ولا يصح عنه والله أعلم .
الشيخ يوسف الاقميني .
كان يعرف بالأقميني لأنه كان يسكن قمين حمام نور الدين الشهيد وكان يلبس ثيابا طوالا تحف على الارض ويبول في ثيابه ورأسه مكشوفة ويزعمون أن له أحوالا وكشوفا كثيرة وكان كثير من العوام وغيرهم يعتقدون صلاحه وولايته وذك لانهم لا يعملون شرائط الولاية ولا الصلاح ولا يعملون أن الكشوف قد تصدر من البر والفاجر والمؤمن والكافر كالرهبان وغيرهم وكالدجال وابن صياد وغيرهم فإن الجن تسترق السمع وتلقيه على اذن الانسي ولا سيما من يكون مجنونا أو غير نقي الثياب من النجاسة فلا بد من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة فمن وافق حاله كتاب الله وسنة رسوله فهو رجل صالح سواء كاشف أو لم يكاشف ومن لم يوافق فليس