كان مهيباً شجاعاً أمنت الطرق في أيامه والحجاج وكان الشام أيامه مثل المهد . بعث مرةً جندياً إلى أذرعات في رسالة فنزل اليرموك فصادف أعرابياً في قرية فجلس الجندي إليه فمد الأعرابي يده ونتف من سبال الجندي خصلتي شعر وعاد الجندي إلى دمشق . وبلغ الخبر أماجور فدعاه وسأله عن القصة فاعترف فحبسه ثم استدعى بمعلم الصبيان وأعطاه مالاً وقال له : اذهب إلى المكان الفلاني وأظهر أنك تعلم الصبيان فلا بد أن ترى الأعرابي هناك فشاغله ! .
وأعطاه طيوراً وقال : عرفني الأخبار يوماً بيومٍ ! .
ففعل المعلم ما أمره فرأى الأعرابي وشاغله وأطلق الطيور فركب أماجور بنفسه ووصل إليها في يومٍ واحد وأخذ الأعرابي مكتوفاً ودخل دمشق وقال له : ما حملك على ما فعلت برجل من أولياء السلطان ؟ قال : كنت سكراناً لم أعقل . فأمر بنتف كل شعرة فيه من أجفانه ولحيته ورأسه وما ترك على جسمه شعرةً وضربه ألف سوط وقطع يديه ورجليه وصلبه أخرج الجندي من الحبس وضربه مائة سوط وطرده عن الخدمة وقال : أنت ما دافعت عن نفسك فكيف تدافع عني ؟ ولما مات أماجور في سنة أربع وستين ومائتين رؤي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر الله لي . فقيل له : بماذا ؟ قال : بحفظي طرقات المسلمين والحجاج . وبنى خاناً بالخواصين بدمشق وكتب على بابه مائة سنة وسنة فعاش بعد ذلك مائة يومٍ ويوم C تعالى .
أمامة .
الصحابية .
أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت ميمونة زوج النبي A . كذا قال بعض الرواة وهو وهم . قال ابن عبد البر : ولا أعلم لميمونة أختاً من أب ولا من أم اسمها أمامة وإنما أخواتها من أبيها : لبابة الكبرى زوج العباس ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة وثلاث أخوات سواهما ولهن ثلاث أخوات من أمهن تمام تسع .
بنت زينب .
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف أمها زينب بنت رسول الله A . وكان رسول الله A يحبها وربما حملها على عنقه في الصلاة . عن عائشة أن رسول الله A أهديت له هدية فيها قلادة جزع فقال : لأدفعنها إلى أحب أهلي . فقال النساء : ذهبت بها ابنة أبي قحافة ! .
فدعا أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها . وتزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها أبو العاص أوصى بها إلى الزبير فلما حضرت علياً الوفاة قال لأمامة : إني لا آمن أن يخطبك هذا بعد موتي . يعني معاوية . فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيراً . فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان أن يخطبها عليه وبذل لها مائة ألف دينار فلما خطبها أرسلت إلى المغيرة تقول : إن هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ! .
فأقبل وخطبها إلى الحسن بن علي فزوجها منه . وتوفيت عنده في حدود الخمسين للهجرة . ولما آمت أمامة من علي بن أبي طالب قالت أم الهيثم الخثعمية من الوافر : .
أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني ... أمامة حين فارقت القرينا .
تطيف به لحاجتها إليه ... فلمّا استيأست رفعت رنينا .
أمامة المزيدية .
لما قتل سالم بن عمير أحد البكائين أبا عفك أحد بني عمرو بن عوف . . وكان أبو عفك قد نجم نفاقه حين قتل رسول الله A الحارث بن سويد الصامت فقال في ذلك شعراً ذكره ابن إسحاق . فقال رسول الله A : من لي من هذا الخبيث ؟ فخرج سالم بن عمير أخو بني عمرو بن عوف فقتله فقالت أمامة في ذلك من الطويل : .
تكذّب دين الله والمرءَ أحمدا ... لَعَمْرُ الذي أمنْاك أن بئس ما يمُني .
حَباك حنيفٌ آخر الليل طعنةً ... أبا عَفَك خذْها على كبر السنِّ .
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب