خطأ لفصلك بين الظرف الذي هو ( يوم تبلى ) وبين ما هو معلَّق به مِن المصدر الذي هو الرَجْع والظرف من صلته والفصل بين الصلة والموصول الأجنبيّ أمر لا يجوز . فإذا كان المعنى مقتِضيا له والإعراب مانعا منه احتلت له بأن تضمر ناصبا يتناول الظرف ويكون المصدر الملفوظ به دَّالا على ذلك الفعل حتى كأنه قال فيما بعد : يَرجعه يوم تُبلى السرائر . ودلَّ ( رجعه ) على ( يرجعه ) دلالة المصدر على فعله .
ونحوه قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسِكُمْ إذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيْمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) ف ( إذ ) هذه في المعنى متعلِّقة بنفس قوله : لمقتُ الله أي يقال لهم : لمقت الله إياكم وقت دعائكم إلى الإيمان فكفرِكم أكبر من مقتكم أنفسكم الآن إلا أنك إن حملت الأمر على هذا كان فيه الفصل بين الصلة التي هي إذ وبين الموصول الذي هو لمقت الله . فإذا كان المعنى عليه ومَنَع جانبُ الإعْراب منه أضمرت ناصبا يتناول الظرف ويدلّ المصدر عليه حتى كأنه قال بِأَخرة : مَقَتكم إذ تدعون .
وإذا كان هذا ونحوه قد جاء في القرآن فما أكثره وأوسعه في الشعر ! فمن ذلك ما أنشده أبو الحسن من قوله : .
( لَسْنا كمن حلَّت إيادٍ دارَها ... تَكْرِيتَ ترقبُ حَبَّها أن يُحْصَدا )