@ 386 @ ( بأيديهم صوارم مرهفات % وكل مجرب خاظي الكعوب ) ( بنو الأوس الغطارف وازرتها % بنو النجار في الدين الصليب ) ( فغادرنا أبا جهل صريعا % وعتبة قد تركنا بالجبوب ) ( وشيبة قد تركنا في رجال % ذوي حسب إذا نسبوا حسيب ) ( يناديهم رسول الله لما % قذفناهم كباكب في القليب ) ( ألم تجدوا كلامي كان حقا % وأمر الله يأخذ بالقلوب ) ( فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا % صدقت وكنت ذا رأي مصيب ) $ الآية الثالثة $ .
قوله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير > ! ) .
فيها ثلاث مسائل $ المسألة الأولى قوله تعالى ( ! < زحفا > ! ) $ .
يعني متدانين والتزاحف هو التداني والتقارب يقول إذا تدانيتم وتعاينتم فلا تفروا عنهم ولا تعطوهم أدباركم حرم الله ذلك على المؤمنين حين فرض عليهم الجهاد وقتل الكفار لعنادهم لدين الله وإبايتهم عن قول لا إله إلا الله فأما المقدار الذي يكون هذا معه فسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى $ المسألة الثانية $ .
اختلف الناس هل الفرار يوم الزحف مخصوص بيوم بدر أم عام في الزحوف كلها إلى يوم القيامة .
فروي عن أبي سعيد الخدري أن ذلك يوم بدر لم يكن لهم فئة إلا رسول الله وبه قال نافع والحسن وقتادة ويزيد بن أبي حبيب والضحاك