@ 389 @ .
وإنما يكون حينئذ بمنزلة المنافق الذي يظهر الإيمان ويسر الكفر وذلك هو المراد بقوله ( ! < ولا تكونوا كالذين > ! ) الآية يعني بذلك المنافقين فالخبرة تكشف التلبيس والفعل يظهر كمائن النفوس $ الآية السادسة $ .
قوله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون > ! ) .
فيها ثلاث مسائل $ المسألة الأولى الاستجابة $ .
هي الإجابة وقد يكون استفعل بمعنى أفعل حسبما بيناه في غير موضع وقد قال شاعر العرب .
( وداع دعا يا من يجيب إلى الندى % فلم يستجبه عند ذاك مجيب ) $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < لما يحييكم > ! ) $ .
ليس يريد به حياة المشاهدة والأجسام وإنما يريد به حياة المعاني والقلوب بالإفهام بدعائه إياهم إلى الإسلام والقرآن والحق والجهاد والطاعة والألفة وقيل المراد به لما يحييكم في الآخرة الحياة الدائمة في النعيم المقيم $ المسألة الثالثة $ .
ثبت في صحيح الحديث أن النبي دعا أبيا وهو يصلي فلم يجبه أبي فخفف الصلاة ثم انصرف إلى النبي فقال له ما منعك إذ دعوتك أن