@ 46 @ $ المسألة الرابعة قوله تعالى ( ! < ذلك بأنهم قوم لا يعلمون > ! ) $ .
نفى الله عنهم العلم لنفي فائدته من الاعتبار والاستبصار وقد ينتفى الشيء بانتفاء فائدته إذ الشيء إنما يراد لمقصوده فإذا عدم المقصود فكأنه لم يوجد فأمر الله بالرفق بهم والإمهال لهم حتى يقع الاعتبار أن من الله الهدى والاستبصار $ الآية السابعة $ .
قوله تعالى ( ! < وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون > ! ) .
فيها مسألتان $ المسألة الأولى قوله تعالى ( ! < وطعنوا في دينكم > ! ) $ .
دليل على أن الطاعن في الدين كافر وهو الذي ينسب إليه منسب إليه ما لا يليق به أو يعترض بالاستخفاف على ما هو من الدين لما ثبت من الدليل القطعي على صحة أصوله واستقامة فروعه $ المسألة الثانية $ .
إذا طعن الذمي في الدين انتقض عهده لقوله ( ! < وإن نكثوا أيمانهم > ! ) إلى ( ! < فقاتلوا أئمة الكفر > ! ) فأمر الله بقتلهم وقتالهم إذا طعنوا في دينكم .
فإن قيل إنما أمرنا بقتالهم بشرطين .
أحدهما نكثهم للعهد .
والثاني طعنهم في الدين .
قلنا الطعن في الدين نكث للعهد بل قال علماؤنا رحمة الله عليهم إن عملوا ما يخالف العهد انتقض عهدهم فقد روي أن عمر رفع إليه أن ذميا نخس دابة عليها امرأة مسلمة فرمحت فأسقطتها فانكشف بعض عورتها فأمر بصلبه في الموضع