@ 564 @ ترهيب والإيمان محل ترغيب فقوبل أهل كل محل من الخطاب بما يليق به كما قيل للكفار اعملوا ما شئتم على معنى التهديد $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < وسيرى الله عملكم ورسوله > ! ) $ .
الباري راء مرئي يرى الخلق ويرونه فأما رؤيتهم له ففي محل مخصوص ومن قوم مخصوصين وأما رؤيته للخلق فدائمة فهو تعالى يعلم ويرى .
وقال جماعة من المبتدعة إنه يعلم ولا يرى ومتى أخبر عنه بالرؤية فإنها راجعة إلى العلم وقد دللنا في كتب الأصول على أنه راء برؤية كما أنه عالم بعلم لأنه أخبر عن نفسه بذلك وخبره صادق ولو لم يكن رائيا لكان مؤوفا لأن الحي إذا لم يكن مدركا كان مؤوفا وهو المتقدس عن الآفات والنقائص وهذه العمدة العقلية لعلمائنا فقد أخبر سبحانه عن نفسه بما يجب له من صفته وقام الدليل عليه من نعته فلزمنا اعتقاده والإخبار به $ المسألة الثالثة قوله تعالى ( ! < وسيرى الله عملكم > ! ) $ .
ذكره بصيغة الاستقبال لأن الأعمال مستقبلة والباري يعلم ما يعمل قبل أن يعمل ويراه إذا عمل لأن العلم يتعلق بالموجود والمعدوم والرؤية لا تتعلق بالموجود وقد قال في الحديث الصحيح عن جبريل ما الإحسان قال النبي أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك $ المسألة الرابعة $ .
قال الأستاذ أبو بكرقوله ( ! < وسيرى الله عملكم > ! ) معناه يجعله في الظهور محل ما يرى .
وروى ابن القاسم عن مالك في الآية أنه كان يقال ابن آدم اعمل وأغلق عليك سبعين بابا يخرج الله عملك إلى الناس .
وهذا الذي قاله الأستاذ أبو بكر والإمام مالك إنما يكون فيما يتعلق برؤية الناس فأما رؤية الله فإنها تتعلق بما يسره كما تتعلق بما يظهره لأنه لا تؤثر الحجب في رؤيته ولا تمنع الأجسام عن إدراكه