@ 593 @ .
قلنا عنه أربعة أجوبة .
الأول يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي وجاء النهي بعده .
الثاني أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم لا لسؤال إسقاط حقوق الله وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر .
الثالث أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم لأنهم أحياء مرجو إيمانهم يمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء .
الرابع أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة كما قال الله ( ! < وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون > ! ) $ المسألة الرابعة قوله ( ! < ولو كانوا أولي قربى > ! ) $ .
بيان أن القرابة الموجبة للشفقة جبلة وللصلة مروءة تمنع من سؤال المغفرة بعد ما تبين لهم أنهم من أهل النار .
قال القاضي الإمام هذا إن صح الخبر وإلا فالصحيح فيه أن النبي ذكر نبيا قبله شجه قومه فجعل النبي يخبر عنه بأنه قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون خرجه البخاري وغيره $ المسألة الخامسة $ .
قال الله تعالى مخبرا عن إبراهيم ( ! < سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا > ! ) فتعلق بذلك النبي في الاستغفار لأبي طالب إما اعتقادا وإما نطقا بذلك كما ورد في الرواية الثانية فأخبره الله أن استغفار إبراهيم لأبيه كان عن وعد قبل تبين الكفر منه فلما تبين الكفر منه تبرأ منه فكيف تستغفر أنت يا محمد لعمك وقد شاهدت موته كافرا وهي