@ 74 @ و ] أياما آمنين في نعم فاكهين وعلى الدرس والمناظرة متقابلين وهو في قرية جيرون التي كانت لإبراهيم الخليل بينها وبين المسجد الأقصى ستة فراسخ في سفح الجبل الذي كان فيه بيت رامة متعبد إبراهيم [ الخليل عليه السلام ] المشرق على مدائن لوط وفي وسط القرية بنيان مرصوص من حجارة عظام سورا عظيما في داخله مسجد في الجانب الغربي منه مما يلي القبلة إسحاق ويليه في الجانب المذكور إبراهيم الخليل ويليه في الطرف الجواني من الجانب الغربي يعقوب على نسبة متماثلة وفيما يقابلها من الجانب الشرقي قبور أزواجهم على الاعتدال على كل قبر حجر عظيم واحد له الطول والعرض والعمق حسبما بيناه في كتاب ترتيب الرحلة .
وفي الجانب القبلي منه خارج هذا الحرم قبر يوسف منتبذا كان له قيم طرطوشي زمن وله أم تنوب عنه وهيئة قبر يوسف كهيئة قبورهم وهذا أصح الأقاويل في موضع قبره لأجل ذكر مالك له فلم يذكر رضي الله عنه إلا أشبه ما اطلع عليه $ المسألة الثالثة $ .
كان يعقوب حزينا في الدرجة التي قد بيناها ولكن حزنه كان في قلبه جبلة ولم يكتسب لسانه قولا قلقا يخالف الشريعة كما قال النبي في ابنه في صحيح الخبر ' تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ' .
وقال أيضا في الصحيح ' إن الله لا يعذب بدمع العين ولا يحزن القلب