@ 2 @ $ الآية الرابعة $ .
قوله تعالى ( ! < ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين > ! ) [ الآية 8 ] $ المراد بهذه الآية $ .
المراد بهذه الآية وما بعدها المنافقون الذين أظهروا الإيمان وأسروا الكفر واعتقدوا أنهم يخدعون الله تعالى وهو منزه عن ذلك فإنه لا يخفى عليه شيء وهذا دليل على أنهم لم يعرفوه ولو عرفوه لعرفوا أنه لا يخدع وقد تكلمنا عليه في موضعه .
والحكم المستفاد هاهنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين مع علمه بهم وقيام الشهادة عليهم أو على أكثرهم $ اختلاف العلماء في سبب عدم قتل المنافقين $ .
واختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال .
الأول أنه لم يقتلهم لأنه لم يعلم حالهم سواه وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل بعلمه وإن اختلفوا في سائر الأحكام هل يحكم بعلمه أم لا .
الثاني أنه لم يقتلهم لمصلحة وتألف القلوب عليه لئلا تنفر عنه .
وقد أشار هو صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى فقال أخاف أن يتحدث الناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه .
الثالث قال أصحاب الشافعي إنما لم يقتلهم لأن الزنديق وهو الذي يسر الكفر