@ 158 @ .
فيها أربع مسائل $ المسألة الأولى $ .
روى الترمذي وغيره أن النبي خطب يوم فتح مكة فقال إنَّ الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى ( ! < يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم > ! ) والحديث ضعيف $ المسألة الثانية $ .
بيَّن الله تعالى في هذه الآية أنه سبحانه خلق الخلق من ذكر وأنثى ولو شاء لخلقه دونهما كخلقه لأدم أو دون ذكر لعيسى أو دون أنثى كخلقه لحواء من إحدى الجهتين وهذا الجائز في القدرة لم يرد به الوجود .
وقد جاء أن آدم خلق الله منه حوَّاء من ضلع انتزعها من أضلاعه فلعله هذا القسم وقد بينا فيما تقدم كيفية الخلق من ماء الذكر وماء الأنثى بما يغني عن إعادته $ المسألة الثالثة $ .
خلق الله الخلق بين الذكر والأنثى أنساباً وأصهاراً وقبائل وشعوباً وخلق لهم منها التعارف وجعل لهم بها التواصل للحكمة التي قدرها وهو أعلم بها فصار كل أحد يحوز نسبه فإذا نفاه عنه أحد استوجب الحَّد بقذفه له مثل أن ينفيه عن رهطه وجنسه كقوله للعربي يا عجمي وللعجمي يا عربي ونحو ذلك مما يقع به النفي حقيقة وقد استوفيناه في كتب المسائل $ المسألة الرابعة قوله ( ! < إن أكرمكم عند الله أتقاكم > ! ) $ .
قد بيّنا الكرم وأوضحنا حقيقته في غير موضع من صحيح الحديث