@ 27 @ .
فيها أربع مسائل $ المسألة الأولى قوله تعالى ( ! < وقذف في قلوبهم الرعب > ! ) $ .
ثبت في الصحيح أن النبي قال نصرت بالرعب مسيرة شهر فكيف لا ينصر به مسيرة ميل من المدينة إلى محلة بني النضير وهذه خصيصة لمحمد دون غيره $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين > ! ) .
فيه خمسة أقوال .
الأول يخربون بأيديهم ينقض الموادعة وبأيدي المؤمنين بالمقاتلة قال الزهري .
الثاني بأيديهم في تركهم لها وبأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها قاله أبو عمرو بن العلاء .
الثالث بأيديهم داخلها وأيدي المؤمنين خارجها قاله عكرمة .
الرابع كان المسلمون إذا هدموا بيتاً من خارج الحصن هدموا بيوتهم يرمونهم منها .
الخامس كانوا يحملون ما يعجبهم فذلك خراب أيديهم .
وتحقيق هذه الأقوال أن التناول للإفساد إذا كان باليد كان حقيقة وإن كان ينقض العهد كان مجازاً إلا أن قول الزهري في المجاز أمثل من قول أبي عمرو بن العلاء $ المسألة الثالثة $ .
زعم قومٌ أن من قرأها بالتشديد أراد هدمها ومن قرأها بالتخفيف أراد جلاءهم عنها وهذه دعوى لا يعضدها لغة ولا حقيقة والتضعيف بديل الهمزة في الأفعال $ المسألة الرابعة قوله تعالى ( ! < فاعتبروا يا أولي الأبصار > ! ) $ .
وهي كلمة أصولية قد بيناها في موضعها ومن وجوه الاعتبار أنهم اعتصموا بالحصون دون الله عز وجل فأنزلهم الله منها ومن وجوهه أنه سلّط عليهم من كان