@ 218 @ حقهم وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوَّءوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم $ المسألة الثالثة قوله تعالى ( ! < ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا > ! ) $ .
يعني لا يحسدون المهاجرين على ما خصُّوا به من مال الفيء وغيره كذا قال الناس .
ويحتمل أن يريد به ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا إذا كان قليلاً بل يقنعون به ويرضون عنه وقد كانوا على هذه الحال حين حياة النبي دنيا ثم كانوا عليه بعد موته وقد أنذرهم النبي وقال سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض $ المسألة الرابعة قوله تعالى ( ! < ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة > ! ) $ .
في الصحيح عن أبي هريرة وغيره أن رجلاً من الأنصار نزل به ضيفٌ فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نوِّمي الصبية وأطفئي السراج وقرّبي للضيف ما عندك فنزلت هذه الآية ( ! < ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة > ! ) مختصر وتمامه ما روي في الصحيح عن أبي هريرة قال أتى رجل رسول الله فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهم شيئاً فقال رسول الله ألا رجل يضيفه الليلة رحمه الله .
فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله لا تدَّخري عنه شيئاً فقالت والله ما عندي سوى قوت الصبية