@ 363 @ كان في قلب ابن أم مكتوم من الإيمان كما قال إني لأُعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبّه الله في النار على وجهه .
وأما قول علمائنا إنه الوليد بن المغيرة وقال آخرون إنه أمية بن خلف فهذا كلّه باطل وجهل من المفسرين الذين لم يتحققوا الدين وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه وكان موتهما كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد قط أمية المدينة ولا حضر عنده مفرداً ولا مع أحد $ الآية الثانية $ .
قوله تعالى ( ! < في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة > ! ) الآيتان 13 - 14 وقد تقدم تفسيرها في سورة الواقعة عند ذكرنا لقوله تعالى ( ! < إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون > ! ) الواقعة 77 - 78 - 79 فلينظر هنالك فيه من احتاج إليه ها هنا .
وقد قال وهب بن منبه إنه أراد بقوله ( ! < بأيدي سفرة كرام بررة > ! ) عبس 15 - 16 يعني أصحاب محمد .
قال القاضي لقد كان أصحاب محمد كراماً بررة ولكن ليسوا بمرادين بهذه الآية ولا قاربوا المرادين بها بل هي لفظةٌ مخصوصة بالملائكة عند الإطلاق ولا يشاركهم فيها سواهم ولا يدخل معهم في متناولها غيرهم .
روي في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السَّفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران .
وقوله ( ! < أنا صببنا الماء صبا > ! ) عبس 25 قد تقدم القول في أنها نزلت وأمثالها في معرض الامتنان وتحقيق القول فيها