@ 314 @ .
وقد حققنا ذلك في موضعه من مسائل الخلاف وتقصينا القول على الحديث $ المسألة السادسة $ .
في هذه الآية فائدة وهي معرفة معنى الخبيث فإن جماعة قالوا إن الخبيث هو الحرام وزل فيه صاحب العين فقال الخبيث كل شيء فاسد وأخذه والله أعلم من تسمية الرجيع خبيثا .
وقال يعقوب الخبيث الحرام وهذا تفسير منه للغة بالشرع وهو جهل عظيم .
والصحيح أن الخبيث ينطلق على معنيين .
أحدهما ما لا منفعة فيه كقوله صلى الله عليه وسلم كما ينفي الكير خبث الحديد .
الثاني ما تنكره النفس كقوله تعالى ( ! < ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون > ! ) $ الآية الرابعة والثمانون $ .
قوله تعالى ( ! < إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير > ! ) [ الآية 271 ] .
فيها مسألتان $ المسألة الأولى اختلف الناس في الآية على قولين $ .
أحدهما أنها صدقة الفرض .
الثاني أنها صدقة التطوع .
قال ابن عباس في الآية جعل الله تعالى صدقة السر في التطوع تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعفا وجعل صدقة العلانية في الفرض تفضل صدقة السر بخمسة وعشرين ضعفا