@ 331 @ بأن يكون السفيه والضعيف والذي لا يستطيع قريبا بعضه من بعض في المعنى فإن العرب تطلق السفيه على ضعيف العقل تارة وعلى ضعيف البدن أخرى وأنشدوا .
( مشين كما اهتزت رماح تسفهت % أعاليها مر الرياح النواسم ) .
أي استضعفتها واستلانتها فحركتها .
وكذلك يطلق الضعيف على ضعيف العقل وعلى ضعيف البدن .
وقد قالوا الضعف بضم الضاد في البدن وفتحها في الرأي وقيل هما لغتان وكل ضعيف لا يستطيع ما يستطيعه القوي فثبت التداخل في معنى هذه الألفاظ .
وتحريرها الذي يستقيم به الكلام ويصح معه النظام أن السفيه هو المتناهي في ضعف العقل وفساده كالمجنون والمحجور عليه نظيره الشاهد له قوله تعالى ( ! < ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما > ! ) [ النساء 5 ] على ما سيأتي في سورة النساء إن شاء الله تعالى .
وأما الضعيف فهو الذي يغلبه قلة النظر لنفسه كالطفل نظيره ويشهد له قوله تعالى ( ! < وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم > ! ) [ النساء 9 ] .
وأما الذي لا يستطيع أن يمل فهو الغبي الذي يفهم منفعته لكن لا يلفق العبارة عنها .
والأخرس الذي لا يتبين منطقه عن غرضه ويشهد لذلك أنه لم ينف عنه أنه لا يستطيع أن يمل خاصة $ المسألة التاسعة قوله تعالى ( ! < فليملل وليه بالعدل > ! $ .
اختلف الناس على ما يعود ضمير وليه على قولين .
الأول قيل يعود على الحق التقدير فليملل ولي الحق .
الثاني أنه يعود على الذي عليه الحق التقدير فليملل ولي الذي عليه الحق الممنوع من الإملاء بالسفه والضعف والعجز