@ 89 @ بقاء الخلق بعده وإما لأنه مأثوم ومخلد كمن قتل الناس جميعا على أحد القولين واختاره مجاهد وإليه أشار الطبري في الجملة وعكسه في الإحياء مثله .
الثالث قد قال بعض المتأخرين إن معناه يقتل بمن قتل كما لو قتل الخلق أجمعين ومن أحياها بالعفو فكأنما أحيا الناس أجمعين .
الرابع أن على جميع الخلق ذم القاتل كما عليهم إذا عفا مدحه وكل واحد منهما مجاز .
وبعضها أقرب من بعض $ الآية الحادية عشرة $ .
قوله تعالى ( ! < من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا > ! ) .
فيها ثلاث مسائل $ المسألة الأولى $ .
هذا مبني على الأصل المتقدم من أن شرع من قبلنا شرع لنا أعلمنا الله به وأمرنا باتباعه $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < أو فساد في الأرض > ! ) $ .
اختلف فيه فقيل هو الكفر وقيل هو إخافة السبيل وقيل غير ذلك مما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وأصل فسد في لسان العرب تعذر المقصود وزوال المنفعة فإن كان فيه ضرر كان أبلغ والمعنى ثابت بدونه قال الله سبحانه ( ! < لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا > ! أي لعدمتا وذهب المقصود وقال الله سبحانه ( ! < والله لا يحب الفساد > ! ) وهو الشرك أو الإذاية للخلق والإذاية أعظم من سد السبيل ومنع الطريق .
ويشبه أن يكون الفساد المطلق ما يزيف مقصود المفسد أو يضره أو ما يتعلق بغيره