@ 169 @ الله سبحانه يقول ( ! < ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا > ! ) الآية إلى ( ! < المحسنين > ! ) فقال عمر إنك أخطأت التأويل يا قدامة إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله .
ثم أقبل عمر على القوم فقال ما ترون في جلد قدامة فقال القوم لا نرى أن تجلده ما دام وجعا فسكت عمر عن جلده أياما ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه ما ترون في جلد قدامة فقالوا لا نرى أن تجلده ما دام وجعا فقال عمر إنه والله لأن يلقى الله وهو تحت السوط أحب إلي من أن ألقى الله وهي في عنقي والله لأجلدنه ائتوني بسوط فجاء مولاه أسلم بسوط رقيق صغير فأخذه عمر فمسحه بيده ثم قال لأسلم قد أخذتك بإقرار أهلك ائتوني بسوط غير هذا قال فجاءه أسلم بسوط تام فأمر عمر بقدامة فجلد فغاضب قدامة عمر وهجره فحجا وقدامة مهاجر لعمر حتى قفلوا من حجهم ونزل عمر بالسقيا ونام بها فلما استيقظ عمر قال عجلوا علي بقدامة انطلقوا فاتوني به فوالله إني لأرى في النوم أنه جاءني آت فقال لي سالم قدامة فإنه أخوك فلما جاؤوا قدامة أبى أن يأتيه فأمر عمر بقدامة أن يجر إليه جرا حتى كلمه عمر واستغفر له فكان أول صلحهما .
فهذا يدلك على تأويل الآية وما ذكر فيه عن ابن عباس في حديث الدارقطني وعمر في حديث البرقاني وهو صحيح وبسطه أنه لو كان من شرب الخمر واتقى الله في غيره لا يحد على الخمر ما حد أحد فكان هذا من أفسد تأويل وقد خفي على قدامة وعرفه من وفقه الله له كعمر وابن عباس والله أعلم .
( وإن حراما لا أرى الدهر باكيا % على شجوه إلا بكيت على عمر ) $ الآية الخامسة والعشرون $ .
قوله تعالى ( ! < يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم > !