@ 216 @ .
الثاني قال ( ! < وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم > ! ) يعني وإن تسألوا عن غيرها لأنه نهاهم فكيف ينهاهم ويقول إنه يبين لهم إن سألوه عنها وهذا استبعاد محض عار عن البرهان وأي فرق أو أي استحالة في أن يقال لا تسأل فإنك إن سألت يبين لك ما يسوءك فالسكوت عنه أولى بك وإن الله تعالى قد عفا عنها لك .
الثالث قوله ( ! < قد سألها قوم من قبلكم > ! ) .
قال فهذا السؤال لغير الشيء والأول والثاني هو سؤال عن غير الشيء وهذا كلام فاتر مع أنه قد تقدم ضده حين قال إن السؤال الثاني هو سؤال عن الشيء وفيما قدمناه بلاغ في الآية والله عز وجل أعلم وبه التوفيق $ الآية الحادية والثلاثون $ .
قوله تعالى ( ! < ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون > ! ) .
فيها سبع مسائل $ المسألة الأولى قوله تعالى ( ! < جعل > ! ) $ .
وقد تقدم تقسيمه وتفسيره ومعنى اللفظ ها هنا ما سمى الله ذلك حكما ولا يعتد به شرعا بيد أنه قضى به علما وأوجده بقدرته وإرادته خلقا فإن الله سبحانه خالق كل شيء من خير وشر ونفع وضر وطاعة ومعصية $ المسألة الثانية في تفسير المسميات فيها لغة $ .
فالبحيرة هي الناقة المشقوقة الأذن لغة يقال بحرت أذن الناقة أي شققتها .
والسائبة هي المخلاة لا قيد عليها ولا راعي لها .
والوصيلة في الغنم كانت العرب إذا ولدت الشاة أنثى كانت لهم وإن ولدت