@ 275 @ التصوف وينكره جهال المتوسمين بالعلم ولم يعلموا أن الوحي على ثلاثة أقسام وأن إطلاقه في جميعها جائز في دين الله أولستم ترون أن الله سبحانه قد سمى إلهام الشياطين وحيا وكل ما يقوم بالقلب من الخواطر فهو خلق الله فكل ما كان من الشر أضافه الله إلى الشيطان وما كان من الخير أضافه الله إلى الملك وفي الحديث إن القلب بين لمتين لمة من الملك ولمة من الشيطان فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق $ المسألة التاسعة قوله تعالى ( ! < ليجادلوكم > ! ) $ .
المجادلة دفع القول على القول على طريق الحجة بالقوة مأخوذ من الأجدل طائر قوي أو لقصد المغالبة كأنه يطرحه على الجدالة ويكون حقا في نصرة الحق وباطلا في نصرة الباطل قال تعالى ( ! < ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن > ! ) $ المسألة العاشرة قوله تعالى ( ! < وإن أطعتموهم إنكم لمشركون > ! ) $ .
إنما يكون المؤمن بطاعة المشرك مشركا إذا أطاعه في اعتقاده الذي هو محل الكفر والإيمان فإذا أطاعه في الفعل وعقده سليم مستمر على التوحيد والتصديق فهو عاص فافهموا ذلك في كل موضع والله أعلم $ الآية التاسعة والعاشرة والحادية عشرة $ .
قوله تعالى ( ! < وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين > !