@ 326 @ $ المسألة الثالثة $ .
هذا دليل على أن الغضب لا يغير الأحكام كما زعمه بعض الناس فإن موسى لم يغير غضبه شيئا من أفعاله بل اطردت على مجراها من إلقاء لواح وعتاب أخ وصك ملك وقد استوفينا ذلك في شرح الحديث $ الآية السادسة عشرة $ .
قوله تعالى ( ! < الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون > ! ) .
فيها ثلاث مسائل $ المسألة الأولى $ .
قال ابن وهب قال مالك بلغني أن طائفة من اليهود نزلوا المدينة طائفة خيبر وطائفة فدك لما كانوا يسمعون من صفة النبي وخروجه في أرض بين حرتين ورجوا أن يكون منهم فأخلفهم الله ذلك وقد كانوا يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل بأسمائه وصفاته .
وقد روى البخاري عن عطاء بن يسار أنه قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فسألته عن صفة رسول الله في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به