بين الناس ما لم يستبن لك فصل القضاء .
وروى ابو يوسف عن العرزمي عمن حدثه عن شريح ان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كتب اليه لا تشار ولا تمار ولا تبع ولا تبتع في مجلس القضاء ولاتقض بين اثنين وانت غضبان .
وقال عمر بن عبدالعزيز اذاكان في القاضي خمس خصال فقد كمل علم ما كان قبله ونزاهة عن الطمع وحلم عن الخصم واقتداء بالائمة ومشاورة أهل الرأي .
وقال الهلالي لما ولي يزيد بن معاوية سلم بن زياد علىخراسان قال له ان أباك كفى أخاه عظيما وقد استكفيتك صغيرا فلا تتكلن على عذر مني لك فقد اتكلت على كفاية منك وإياك مني قبل ان اقول إياي منك فان الظن اذا أخلف منك أخلف مني فيك وأنت في أدنى حظك فاطلب أقصاه وقد اتعبك ابوك فلا تريحن نفسك وكن لنفسك تكن لك واذكر في يومك أحاديث غدك تسعد ان شاء الله تعالى .
ومما قالوا في التشديق وفي ذكر الاشداق قال المازني .
( من كان يزعم ان بشرا ملصق ... فالله يحزيه وربك أعلم ) .
( ينبيك ناظره وقلة لحمه ... وتشادق فيه ولون اسحم ) .
( ان الصريح المحض فيه دلالة ... والعرق منكشف لمن يتوسم ) .
( أما لسانك واحتباؤك قاعدا ... فزرارة العدسي عندك أعجم ) .
( إني لأرجو ان يكون مقالهم ... زورا وشانئك الحسود المرغم ) .
وفي مثل ذلك يقول مورق العبدي .
( قد علم الغربي والمشرق ... أنك في القوم صميم ملصق ) .
( عوداك نبع وهشيم بورق ... وأنت جدب وربيع مغدق ) .
( وأنت ليل ونهار مشرق ... لولا عجوز قحمة ودردق ) .
( وصاحب جم الحديث مونق ... كيف الفوات والطلوب مورق ) .
( شيخ مغيظ وسنان يبرق ... وحنجر رحب وصوت مصلق ) .
( وشدق ضرغام وناب يحرق ... وشاعر باقي الرسوم مفلق )