لصيد الوحش وتفخرون بطول الرمح وقصر السيف فلوكان المفتخر بقصرالسيف الراجل دون الفارس لكان الفارس يفخر بطول السيف وان كان الطول في الرمح انما صار صوابا لانه ينال به البعيد ولا يفوته العدو ولان ذلك يدل على شدة أسر الفارس وقوة أيده فكذلك السيف العريض الطويل وكنتم تتخذون للقناة زجا وسنانا حين لم يقبض الفارس منكم على أصل قناته ويعتمد عند طعنته بفخذه ويستعين بحمية فرسه وكان أحدكم يقبض على وسط القناة ويخلف منها على مثل ما قدم فانما طعنكم الدره والنهزة والخلس والزج وكنتم تتساندون في الحرب وقد علم ان الشركة ردية في ثلاثة أشياء في الملك والحرب والزوجة وكنتم لا تقاتلون بالليل ولا تعرفون البيات ولا الكمين ولا الميمنة ولا الميسرة ولا القلب ولا الجناح ولا الساقة ولا الطليعة ولا النفاضة ولا الدراجة ولا تعرفون من آلة الحرب الرتيلة ولا العرادة ولا المجانيق ولا الدباب ولا الخنادق ولا الحسك ولاتعرفون الاقبية ولا السراويلات ولا تعليق السيوف ولا الطبول ولا البنود والتجافيف ولا الجواشن ولا الخود ولا السواعد ولا الاجراس ولا الوهق ولا الرمي بالبنجان ولا الزرق بالنفض لكم ولا النيران وليس لكم في الحرب صاحب علم يرجع اليه المنحاز ويتذكره المنهزم وقتالكم إما سلة وإما مزاحفة والمزاحفة على مواعد متقدمة والسلة مسارقة وفي طريق الاستلاب والخلسة .
قالوا والدليل على أنكم لم تكونوا تقاتلون بالليل قول العامري .
( يا شدة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم ) .
ويدل على ذلك أيضا قول الحارث بن ضرار .
( وعمرو اذ أتانا مستميتا ... كسونا رأسه عضبا صقيلا ) .
( فلولا الليل ما آبوا بشخص ... يخبر أهلهم عنهم قليلا ) .
وقال أمية بن الاشكر .
( ألم تر أن ثعلبة بن سعد ... غضاب حبذا غضب الموالي ) .
( تركت مصرفا لما التقينا ... صريعا تحت أطراف العوالي ) .
( ولولا الليل لم يغلب ضرار ... ولا رأس الحمار ابو جفال )