التي لا تنحصر عدا ومنه قوله تعالى ( ... فأوحى إلى عبده ما أوحى ) ومن المنظوم قول زهير في هذا النوع .
( فإني لو لقيتك فاتجهنا ... لكان لكل منكرة لقاء ) يعني قابلت كل منكرة بمثلها ومن أمثلة هذا النوع قول امرىء القيس .
( بعزهم عززت فإن يذلوا ... فذلهم أنالك ما أنالا ) فانظركم تحت قوله أنالك ما أنالا من أنواع الذل ومثله قوله .
( فلأشكرن غريب نعمته ... حتى أموت وفضله الفضل ) .
( أنت الشجاع إذا هم نزلوا ... عند المضيق وفعلك الفعل ) .
فالحظ كم تحت قوله وفضله الفضل بعد إخباره بأنه يشكر غريب نعمته حتى يموت من أصناف المدح وترجيح فضله على الشكر وفي قوله غريب نعمته غاية المدح إذ جعل نعمته غريبة لم يقع مثلها في الوجود وكم تحت قوله وفعلك الفعل بعد إخباره بمنزل القوم عند المضيق الدال على صبرهم وشجاعتهم وما في ذلك من ترجيح شجاعته عليهم ومنه قوله في صفة الفرس .
( على هيكل يعطيك قبل سؤاله ... أفانين جري غير كز ولا واني ) .
فإنه أشار بقوله أفانين إلى جمع صنوف عدو الخيل المحمودة والذي يدل على ذلك قوله قبل سؤاله فإن الأفانين المحمودة كانت منه عفوا من غير طلب ولا حث وهذا كمال الوصف ولو عدت هذه المعاني بألفاظها الموضوعة لها لاحتاجت في العبارة إلى ألفاظ كثيرة .
وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته .
( يولي الموالين من جدوى شفاعته ... ملكا كبيرا عدا ما في نفوسهم ) والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته .
( ما تشتهي النفس يهدى في إشارته ... يعطي فنونا بلا من ولا سأم ) وبيت بديعيتي .
( ومن إشارته في الحرب كم فهم ... الأنصار معنى به فازوا بنصرهم )