أخلاف كرمنا الذي تساوى في عمومه الظاعن والمقيم من زان التقى أوصافه وكملت العفة معرفته وإنصافه وتولت الديانة نظره فيما عدق به من مصالح الرعايا خصوصا وعموما وتكفلت الخبرة من اعتباره لأمور الأقوات بأن جعل لكل منها في الجودة حدا معلوما وباشر ما فوض إليه فجمع بين رضا الله تعالى ورضا خلقه وعول عليه في حسبة أعز الثغور لدينا فتصبح الرعايا فيما بسط لهم من رزقه .
ولما كان فلان هو الذي أضاءت أوصافه وهل تنكر الإضاءة للسراج وتشوفت إليه رتبته فلم يكن لها إلا إليه ملاذ وإلا عليه معاج فسلك من السير أرضاها لربه ومن الأحوال أجمعها لأمن عاقبته وسلامة غبه ومن الاجتهاد في مصالح الرعايا ما يضاعف شكره على احتسابه ومن الخيرة ما يعرف كلا منهم كيف يكون اكتساء البرية في اكتسابه رسم أن يستقر .
فليستمر في ذلك على عادته التي ناضلت عنه فأصابت وقاعدته التي دعت له عواطف نعمنا فأجابت وليزد في التحذير والتحقيق ما استطاع ويناقش حتى يستقر على الصحة فيما يباع أو يبتاع ويقابل على الغش بما يردع متعاطيه ويزجر صانع الأعمال الفاسدة عن استدامتها ومن يوافقه على ذلك ويواطيه ويثمر أموال الأحباس بملاحظة أصولها والمحافظة على ريعها ومحصولها وإمضاء مصارفها على شروط واقفيها إن علمت ومزية ما قدم من شكره والثناء عليه وملاك ذلك جميعه تقوى الله تعالى وهي أخص ما قدم من أوصافه والرفق بالرعايا وإنه من أحسن حلى معرفته وإنصافه والخير يكون إن شاء الله تعالى