فيه شهابه والهمام الذي تعدي هممه فرسان الوغى فتعد آحادها بالألوف والشجاع الذي إذا استعانت سواعد الشجعان بسيوفها استعانت بقوة سواعده السيوف اقتضت آراؤنا الشريفة أن نحلي به جيد مملكة انتظمت على وشام البحر وأحاطت بما في ضميره من بلاد العدا إحاطة القلائد بالنحر .
فرسم بالأمر الشريف لا زال أن يفوض إليه كيت وكيت لما أشير إليه من أسباب تعينه لهذه الرتبة المكينة وتحلية بما وصف من المحاسن التي تزهى بها عقائل الحصون المصونة .
فليل هذه النيابة الجليلة بعزمة تجمل مواكبها وهمة تكمل مراتبها ومهابة تحوط ممالكها وصرامة تؤمن مسالكها ومعدلة تعمر ربوعها ورباعها ويقظة تصون حصونها وقلاعها وشجاعة تسري إلى العدا سرايا رعبها وسطوة تعدي السيوف فلا تستطيع الكماة الدنو من قربها وسمعة ترهب مجاوريه حتى يتخيل البحر أنه من أعوانه على حربها .
وليؤت تقدمة الجيوش الإسلامية حقها من تدبير يجمع على الطاعة أمرها وأمراءها ويرفع في مراتب الخدمة الشريفة على ما يجب أعيانها وكبراءها ويرهب بإدامة الاستعداد قلوب أعدائها ويربط بأيزاكها شواني البحر حتى تعتد الرباط في ذلك من الفروض التي يتعبد بأدائها فلا يلوح قلع في البحر للعدا إلا وهو يرهب الوقوع في حبالها ولا تلحظ عين عدو سنا البر إلا وهي تتوقع أن تكحل بنصالها وليقم منار العدل بنشر لوائه ويعضد حكم الشرع الشريف برجوعه إلى أوامره وانتهائه وليكف يد الظلم عنها فلا تمتد إليها بنان وليشفع العدل بالإحسان إلى الرعية فإن الله يأمر بالعدل والإحسان وفي