والجهاد فهو ملاك كل استحواء واستحواذ وبه تتميز أفعال الكفار بالنفاد وأفعال الدين الحنيف بالنفاذ وما جعل الله للمدافعين عن دين الله سواه ولا مزجي صوب صواب إلا إياه وعلى ذلك جعل الله أرزاقهم وهيأ لهم به إرفاقهم فليكرمهم بأخذ الأهبة في الاعتلاء والانصباب في كل هضبة والاستعداد برباط الخيل وكل قوة .
ومن الوصايا التي ينبغي أنها ترسم في جبهات الفكر دون توان أو ركون أن لا يستحقر عدوا ولا يستهزيء بقلته لا رواحا ولا غدوا وليكن للاستظهار مستوعبا ولإعمال المكايد مستوثبا وللكشف بعد الكشف مستصحبا وغير ذلك من الأمور التي بها صلاح الجمهور .
والشرع الشريف وتنفيذ أحكامه وتقوية أيدي حكامه فهو ميزان الإسلام والسلامة وقوام الصلاح والاستقامة وأخوه المرتضع من ثدي الحق العدل الذي كم شاق وكثيرا ما على أهل الباطل شق وعم القريب والبعيد والسائق والشهيد والمريب والمريد وكل ذي ضعف مبيد وكل ذي بأس شديد وكل مستشير ومستزيد فإن ذلك إذا شمل حاط وتم به الارتياد والارتباط وهدى إلى أقوام صراط .
والحدود فهي حياة النفوس وبها تزال البؤوس فأقمها ما لم تدرأ بالشبهات الشرعية والأمور المرعية .
والأموال فهي مجلبة الرجال ومخلبة الآمال وبها يشد الأزر ويقوى الاستظهار والظهر فيشد من الذين أمرها بهم معدوق ويقوي أيديهم بكل طريق في كل طروق بحيث لا يؤخذ إلا الحق ولا يترك شيء من الحقوق