المرتبة الثانية أن يكون المصراع الأول مستقلا بنفسه غير محتاج إلى الذي يليه إلا أنه مرتبط به كقول امريء القيس أيضا .
( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل ) .
فإن المصراع الأول منه غير محتاج إلى الثاني في فهم معناه ولكنه لما جاء الثاني صار مرتبطا به .
المرتبة الثالثة أن يكون الشاعر مخيرا في وضع كل مصراع موضع الآخر ويسمى التصريع الموجه كقول ابن حجاج .
( من شروط الصبوح في المهرجان ... خفة الشرب مع خلو المكان ) .
فإنه لو جعل المصراع الثاني أولا والآخر ثانيا لساغ له ذلك .
المرتبة الرابعة أن يكون المصراع الأول غير مستقل بنفسه ولا يفهم معناه إلا بالثاني ويسمى التصريع الناقص وليس بمستحسن كقول المتنبي .
( مغاني الشعب طيبا في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان ) .
فإن المصراع الأول لا يستقل بنفسه في فهم معناه دون المصراع الثاني .
المرتبة الخامسة أن يكون التصريع في البيت بلفظة واحدة في الوسط والقافية ويسمى التصريع المكرر ثم اللفظة التي يقع بها التصريع قد تكون حقيقة لا مجاز فيها كقول عبيد بن الأبرص .
( وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب ) .
وقد تكون اللفظة التي يقع بها التصريع مجازية كقول أبي تمام الطائي