وزعمت الكرامية أنه يقوم بذات الباري تعالى قول حادث وهو قوله للأشياء كن موجودا أو عرضا أو جوهرا فيحصل في الوجود فيحدث في نفسه أولا هذا القول ثم يحدث ذلك الشيء بعد حدوث هذا القول لا محالة حتى لو أراد أن لا يحدث ذلك كان مستحيلا .
ثم زعموا انه لا يتصف بهذا القول ولا يسمى به قائلا وإنما هو قائل بقائلية قديمة والقائلية عندهم القدرة على القول .
والدليل على بطلان قولهم أنه لو قبل ذاته الحوادث لم يخل منها كما أن الجواهر لما قبلت الحوادث لم يتصور خلوها من الحوادث وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لأنهم قالوا يقوم بذاته قول حادث ثم لا يتصف به ولو جاز قيام حادث بمحل من غير أن يتصف به المحل لجاز في الشاهد أن يقوم بمحل قول وإراده ثم لا يتصف بكونه قائلا ومريدا .
ولأنه لو جاز أن يقوم بذاته قول حادث لجاز أن يقوم بذاته لون حادث لأن الحق تعالى جسم على قولهم وهو متحيز ومختص بجهة ولا يتقرر في العقول جسم متحيز يخلو عن الألوان ولجاز أن يقوم بذاته قدرة حادثه وعلم حادث فإن استدلوا بقوله تعالى إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فدل على أنه يحدث قولا عند إرادته خلق الأشياء .
فالجواب أن في الآية دلالة على أن قوله ليس بحادث لأنه لو