@ 142 @ ويشمل أقوالهم في الرسول وأصحابه ، وفي الله تعالى وأنبيائه . والمطاعن في الدين وتخطئة من آمن ، وهجاء كعب وتشبيه بنساء المؤمنين . .
{ وَأَن تَصْبِرُواْ } على ذلك الابتلاء وذلك السماع . .
{ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذالِكَ } أي فإن الصبر والتقوى . .
{ مِنْ عَزْمِ الاْمُورِ } قيل : من أشدها وأحسنها . والعزم : إمضاء الأمر المروّى المنقح . وقال النقاش : العزم هو الحزم بمعنى واحد ، الحاء مبدلة من العين . قال ابن عطية : وهذا خطأ . الحزم جودة النظر في الأمر ، ونتيجته الحذر من الخطأ فيه . والعزم قصد الإمضاء ، والله تعالى يقول : { وَشَاوِرْهُمْ فِى الاْمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ } فالمشاورة وما كان في معناها والحزم . والعرب تقول : قد أحزم لو أعزم . وقال الزمخشري : من عزم الأمور من معزومات الأمور . أي : مما يجب عليه العزم من الأمور . أو مما عزم الله أن يكون ، يعني : أن ذلك عزمة من عزمات الله لا بد لكم أن تصبروا وتتقوا . وقيل : من عزم الأمور من جدها . وقال مجاهد في قوله : فإذا عزم الأمر ، أي فإذا وجد الأمر { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } هم اليهود أخذ عليهم الميثاق في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ) فكتموه ونبذوه قاله : ابن عباس ، وابن جبير ، والسدي ، وابن جريج . وقال قوم : هم اليهود والنصارى . وقال الجمهور : هي عامة في كل من علمه الله علماً ، وعلماء هذا الأمة داخلون في هذا الميثاق . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر : بالياء فيهما على الغيبة ، إذ قبله الذين أوتوا الكتاب وبعده فنبذوه . وقرأ باقي السبعة : بالتاء للخطاب ، وهي كقوله : { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ } قرىء بالتاء والياء ، والظاهر عود الضمير إلى الكتاب . وقيل : هو للنبي صلى الله عليه وسلم ) . وقيل : للميثاق . وقيل : للإيمان بالرسول لقوله : .
{ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ } وارتفاع ولا تكتموانه لكونه وقع حالاً ، أي : غير كاتمين له وليس داخلاً في المقسم عليه . قالوا وللحال لا العطف ، كقوله : { فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانّ } وقوله : ولا يسأل في قراءة من خفف النون ورفع اللام . وقيل : الواو للعطف ، وهو من جملة المقسم عليه . ولمّا كان منفياً بلا لم يؤكد ، تقول : والله لا يقوم زيد ، فلا تدخله النون . وهذا الوجه عندي أعرب وأفصح ، لأن الأول يحتاج إلى إضمار مبتدأ ، قبل لا ، حتى تكون الجملة اسمية في موضع الحال ، إذ المضارع المنفي بلالاً تدخل عليه واو الحال . وقرأ عبد الله : ليبينونه بغير نون التوكيد . قال ابن عطية : وقد لا تلزم هذه النون لام التوكيد ، قاله : سيبويه انتهى . وهذا ليس معروفاً من قول البصريين ، بل تعاقب اللام والنون عندهم ضرورة . والكوفيون يجيزون ذلك في سعة الكلام ، فيجيزون : والله لأقوم ، ووالله أقومن . وقال الشاعر : % ( وعيشك يا سلمى لا وقن إنني % .
لما شئت مستحل ولو أنه القتل .
) % .
وقال آخر : % ( يميناً لأبغض كل امرىء % .
يزخرف قولاً ولا يفعل .
) %